الأحد، 22 يناير 2017

مرحباً، إنها الخامسة صباحاً

و الوقت متأخّر قليلاً. أو مبكّر جداً.

 لكن لا بأس

ف لطالما كنتُ مزعجاً..

و الأمر ليس بجديد

الجديد أنكِ لستِ هُنا هذه المرّة

أسألك .. "يا جميلة.. كيف حالُكِ بداخلي؟".

أُكرّر السؤال.. ولا تجيبين.. 

..

أعلم أني تأخرّت.

أتيتُ بعد نفاذ الوقت،

بعد أن داهمكِ الحزن،

بعد أن هزمكِ الملل، 

بعد انتظاركِ الطويل.


أتيت.. بعدما نفذت خياراتك،

و بعدما ظننتِ أنني لن آتي أبداً.


أتيت.. 

لأُخبرك ان يومي كان سيئاً و مملاً جداً.

ربما لأنكِ لستِ هُنا،

و ربما لأنني لم أعد احتمل الحديث مع أحد، ولا رؤية أحد، لا يزورني أحد ولا أخرُج من المنزل

أُمارس الملل و الوحدة.. مع نفسي فقط.


أتيت.. 

و هذه المرّة لن أكذب، لن أدّعي، 

لن أقول أنني بخير.

هذه المرّة سأُطلق العنان لنفسي.

و أشتكي.. و ابكي، و أتظلّم، 

سأبدوا ضعيفاً جداً. و سأنكسر.. 

و اتوسّل.. ثم سأُخبرك اني اشتقت 

اشتقت إليكِ جداً.


الخميس، 19 يناير 2017

مر عام يا جميلة..

مر عام،

ولا زلت اذكرك.. كما لو ان رحيلك كان ليلة البارحة.

مر عام، 

ولازلت.. كلما أحاول الكتابة لغيرك.. 

يحاصرني حنيني اليك.. 

تستدرجني حروفي نحوك..

لاجدني في نهاية الأمر.. أسرُد شعراً في عينيك، و ضحكتك..

اكتب نصوصاً.. 

تخفّف من حزنك.. تسلّي ملل قلبك.. و تحافظ على لياقتك.

تقطّع أنفاسك..

تركض بك، نحوي.

رسائلي التي اكتبها اليك يا عزيزتي.. هي الطريق اليّ

انا اعني ما اقوله.. تعالي!

السبت، 20 أغسطس 2016

الإهداء..


للتي رحلت.. التي كنت أظنها لن ترحل أبداً..
للكتف.. التي لم تتوقف عن مساندتي يوماً..
للنجم الذي لم يغب، و لم يحد عن الشمال أبداً.. 

للقصيدة التي لم تخالف الوزن من قبل.. و للحن الذي لم يكن يوماً ما نشازاً.

للكلمات العديدة.. الفريدة.. 
للمعاني المتعجرفة، و التي كان عليها أن تصل لدائرة إدراكنا الضيقة متأخرة دائماً. و في كل مرة.

للطريق الذي اتخذ من خطواتي نبيذاً، كلما مشيت فيه. تمايل.. تعرّج.. تخبّط.. و ازداد في تيهه أكثر..

للأزقّة. الحواري.. و لضحكات الأطفال صباح العيد..
للحدائق العامة.. للحبّ المجاني..
 و لكل زاوية خبّأنا فيها ذكرى جميلة لنا.

لكوب القهوة الذي لا زال رأسي غارقاً به منذ الصباح، و للأفكار العديدة التي نضجت مع حبّات البن.

لشروق الشمس.. و لكل البدايات التي لا زالت تبعث فينا أمل متابعة المسير في الطرقات الذي ما عادت تأبه بالوصول.

للبحر الذي لم يفض أبداً، أعني الجمال الذي لم يتشكّل يوماً على هيئة عذاب. و للهدوء الذي ما كان يوماً ما ضجيجاً..
للسفن التي لم تغرق بين صفعات الموج. و لم تبُح للبحر بسرّ المرافي.
للقادمين من المنافي البعيدة.. عائدين نحو الوطن.
و للمطارات التي كانت ببوابة “وصول” فقط! 

للغربان التي لم تأتِ بفال سيء أبداً.. و للحمام الذي لم يوصل رسائل العشّاق يوماً بالخطأ.
و لكل طيور العالم التي اجتمعت لتعزف لحن رحيلك.

لآلات الكمان، و للألحان التي عبرت أرواحنا كغيمة. ثمّ نالت شرف محاولة تبليل دواخلنا الجافّة هذه. 

للأغاني التي استقرت في الوجدان بذكريات حميمية. عن أماني.. تشاركناها معاً.
أنا و أشخاص لم يعودوا الآن في حياتي موجودين. رفاق.. سقطوا مع أمانيهم من الذاكرة منذ سنين..

لا زلت أكتب..

للشاعر الذي لم يستطع يوماً أن يصف شعوره،
و للكاتب الذي ظلّ طوال حياته يحوم حول الحقيقة. يراها ولا يستطيع الوصول اليها.

للقصيدة التي زالت عالقة في ذاكرتي كما لو أنني كتبتها بنفسي، و للشاعر الذي تحدّث نيابة عني و أخبرك.. كم سيكون الأمر مؤلماً في غيابك..

للمواعيد المؤجلة، للصدف العديدة، و للقائات التي آتت هكذا فقط. دون ترتيب مسبق.

للصادقين جداً.. الحميميّن جداً جداً.. اللطيفين دائماً و أبداً..
الرفاق الذين كلما ضاقت بك الأرض حدّ الإختناق.. وجدتهم. 

للحلم الذي كنّا نعلم جيداً أنه لن يتحقق.. و لأمانينا التي كبرنا و تركناها صغيرة..

للجميلة. السمراء التي أختصرت جمال الكون.. بابتسامة!
للملهمة.. سبب الكتابة.

و لي أنا.
.
كي أدحرج عقلي أمامي.. و أرى. 
ألى أين سيأخذني.. 

؟

الجمعة، 19 أغسطس 2016

أحتفل..

بدأ اليوم بصورة كارثية، أعقابُ السجائر تملأ المكان، بعض الزجاجات الفارغة متناثرة على أرضية الغرفة.. ولا أذكر تحديداً ما الذي حدث ليلة البارحة..
أشعرُ بالسعادة و المنظر يوحي باحتفالات من نوع غريب.. من عدد الزجاجات التي أراها أمامي الآن.. أؤكد لكم أن الوغد كان البارحة في قمة سعادته .

لاشيء جديد، و لا أحد جديرٌ بالذكر.. 
كما كُنت دائماً.. وحدي.. أتجوّل في أنحاء الغرفة مرتدياً قميصِك المفضل، و أدخّنُ بشراهة..
أفكّر.. في الأشياء التي ربما سأتحدّث عنها و لا تتضمّنك. ابحث بعمقٍ عن قصص، لستِ أحد شخصياتها. أحاول.. رسم صورة واحدة.. لست جزءاً منها.
ابحثُ في نفسي.. عنّي، و عن مواقف مرّت عبري دون أن تأتي منك.
ابحثُ عن أفكار.. عن عبارات.. عن كلامٍ أنيق. يصف عجزي عن الصمت حالياً..

أريد أن أتحدث.. لكن ليس عنك. لطالما كنت أتحدث عنك..
هذه المرة، 
سأتحدّث عني، و عن قدرتي الهائلة في تضخيم الأمور التافهة. و جعل الأشياء التي لا تستحق.. تنال كل شيء. دون أدنى فكرة من الجميع.. كيف حدث هذا..

سأتحدّث عن تلميع الفكرة القديمة و المستهلكة.. لتلائم امرأة بحداثتك و جنونك و غرورك و استهتارك.

سأتحدّث عن الكتابة.. عن تفصيل رداءٍ يستر جسد أمنياتنا العاري. و يخبيء خيباتنا بعيداً عن شفقة الآخرين. 

سأتحدّث عن قدرة الكلمات على كسر الأشياء..
كسر الوعود، كسر الأحلام، كسر القلوب.. 
سأتحدّث عن قدرة الكلمات على عبور المسافات.. على تقريب الأحبة. و على مباعدة الأحزان.

سأتحدّث عن كل شيء..
كل شيء حرفياً..
تفاصيل وجه مدينتا الكهلة هذه
حاناتها، أرصفتها و مقاهيها.
و كيف أننا مشّطنا شوارعها، و طلينا أظافرها، ثم أعدناها كما كانت.. صبيّة، تتراقص نوافذها طرباً!

أريد أن أكتب. لكن الوهج الذي كان يصدر من قلمي.. اختفى برحيلك.
ما عاد مجازي يحرّك شعور أحد.. و ما عادت أحرُفي تُنصت لي.
لم يعد بإمكاني حشرُ الاهانة في بطن المديح.. و لا اهداء الشتائم في علب الإطراء.. 
بات كلامي واضحاً جداً.. مشاعري مبتذلة.. و كل الأشياء من حولي صارت تافهة الى الحد الذي يجعلني أتفادى الكتابة عنها..
بقايا رحيلك في كل مكان. كل شيء يوحي بغيابك..
كلما حاولت الهرب منك.. أجدُني أركض نحوك.. 
كل الطرقات تؤدي اليك.. 
لا مفر!!


أيامي -كلها- صارت تمر ببطيء، و كل المشاهد من حولي، تلحّ عليّ بالكتابة عنها..
كل الشخصيّات.. تمثّل دوراً ثانوياً في مسرحية هزلية.. غير مُضحكة بتاتاً!
لكنّ الجميع يضحك. الكل هُنَا يضحك.. الا انا.

انا لا انتمي الى هنا.. 

أغادر مسرح الحياة بهدوء.. أهربُ مسرعاً نحو غرفتي.. أوصد الباب جيداً.. أتأكد عبر النوافذ.. "لا أحد يتبعني!".. 
و اشرب.. 
اشرب للحد الذي يجعلني أنسى عدم انتمائي للوجود ككل. جرّب أن تعيش الحياة كنشاز. اصرّ مؤلف المقطوعة على وجوده.
اشربُ أحزاني.. ابتلع آلامي. و اتقيّا المسافات.. على فترات. الى أن تقتربي مني للحد الذي قد يمكنني من لمسك.. و لا ألمسُك.

ينتهي بي اليوم مرمياً في أحد زوايا الغرفة. و قد استهلكت كل ما بداخلي من مشاعر..

و أستيقظ في اليوم التالي.. بشعور رائع. رائع جداً.
و من عدد الزجاجات التي أراها أمامي.. أؤكد لكم أنني كنت. و في ليلة البارحة تحديداً.. أحتفل.

و هكذا..

الاثنين، 13 يونيو 2016

ما قبل البداية.

اكتب نصوصاً كثيرة.. لشخص لا يستطيع قرائتها. 
اكتب رسائل و قصص.. لشخصية خيالية، أو بالأحرى حقيقية.. لكن في عالم آخر. في لغة أخرى.. في شيء لا يشبه الشيء الذي أعيش بداخله الآن..
أكتب.. بطريقة، أظنك لا تفهمها. لكن رغماً عن ذلك أكتب..
هذا ما كنت أُجيده..  
أكتب.. كما لو أنني آخر رجل على سطح الأرض. يكتب.. ليترك أثراً ما.. على أن أحد ما. عاش وحيداً يوماً ما.. هُنَا. و لم يجد لنفسه خلاصاً.. سوى أن يكتب. 

الى الصديقة التي كلما ابتسمت.. تفتّحت وردة، أضاء نجمٌ أو تشكّل من العدم معناً جديد.
الى الآنسة التي لم تجد لقلبها شبيهاً بعد، ككل الأشياء الثمينة في هذا العالم. و التي لم تُصنع منها سوى قطعة واحدة فقط.  
الى الرفيقة التي أعارت رفاقها كل خُطواتها، و ظلّت واقفة. واقفة في السوق تبيعُ ما تبقى منها لتشتري لهم مزيداً من الخطوات.

أما بعد،

الطريق طويل، و أرواحنا بدأت تتآكل من وحشته. أجسادنا لم تعد تسعنا. أظننا كبرنا أكثر مما يجب.. تألمنا أكثر مما يجب، و أثقلتنا الهموم التي تعمَّقت بداخلنا أكثر مما ينبغي.
أصبحنا لا نعرفنا، و بين الزحام لا أحد يميّزنا.
جحيمٌ و جنة. نعيمٌ و عذاب. فرحٌ و ترح. جبالُ أحزان.. و أطنانُ فرح. كلها بداخلنا..
لكنّ البؤس أعمانا. حجب الرؤية عنا. و لم يدع في الروح نافذة نطَّل بها على الجانب الآخر منّا.
الطرف المُزهر، الماطر، المقمر و المضيء كليلة التمام. ذاك الذي لم نعلم بوجوده الا بعد عشر كؤوس، مئة فكرة، و ألف أغنية. 

رغماً عن كل هذه المثالية.. عشرات الأفكار الإيجابية ارتطمت بعائق السوداوية مجدداً. لكن لا بأس.. 
فأنا منذ الأزل يا رفاق.. كنت أتحدَّث، عن أن الطريق مظلم، كقبور الذين حاولوا السير فيه قبلنا..
الذين نفذت خطواتهم، و الذين مات الأمل فيهم.. و قتلهم. الذين لم يسعهم مشرع الأمل الفسيح. و كانت أحلامهم بمثابة الضريح. ثم انتهى بهم الأمر.. من الطيران، الى الموت أثناء المحاولة للتنفّس عبر الثقب.

أنا من علمتني الحياة.. أن الجفاف يعني اقتراب المطر.. و أن الفرح يولد من رحم الحزن العميق. و بداية الطريق نحو السعادة.. شخص. يعلّمك كيف تمشي. كيف لا تخاف. كيف تزرع الحب في قلوب الناس و تمضي.. لا تنتظر الحصاد. شخص يعلّمك كيف لا تتألّم. كيف تتعلّم. و كيف تربّي أحلامك لتكبر معك.
شخص يعطي للأشياء معناً آخر، بُعداً آخر، و مذاقاً مختلفاً. شخصٌ تكتشف العالم عبره.. و ترى معه كل شيء كما لو أنك رأيته أول مرة. بدهشة حضوره و طفوليتك عند وجوده.. كان للكون تعريف جديد للمعنى السامي و المعروف باسم السعادة.


السبت، 25 يوليو 2015

قصاصات.

11:11 -

كلنا نحبّ التملك، كلنا نحب ان يبقى احبابنا دائماً بقربنا،
ان يكونوا حكراً علينا.. لنا وحدنا.
ليس لأننا لا نثق بهم، أو بمشاعرهم تجاهنا.
نحن فقط..
نمارس الفطرة..
نحب امتلاك الاشياء الجميلة، لتكون لنا.. دون غيرنا،
“لنا.. وحدنا.”
و لأن فكرة وجودها دائماً بقربنا، هي فكرة مُطمئِنَة.
أصبحنا نعامل أحبابنا..
كالطائر المحتجز في قفص.
نخاف أن نطلقه.. فيرحل.
لذا كان يتعيّن علينا ان نبقيه محتجزاً هناك.
ناسين او متناسين الوحشة التي قد يشعر بها في الاحيان التي نكون فيها منشغلين عنه،
او في الاحيان التي يتوجب علينا ان نكون في مكان آخر. بعيدين عنه.
و غير مهتمين بما سيشعر به حينها.

قد يبدوا الطائر جميلاً بداخل القفص،
لكنه سيكون أجمل.. لو تركته يطير.
و لو وجد طائرك لديك
ما لن يجده في ايّ مكان آخر..
حتماً سيعود، حتماً سيفعل!


11:59 -

أعلم..
أن الشيء يُعرف بضدّه،
فلولا الخوف يا رفاق.. لما شعرنا بالأمان.
و لولا الفقر.. لما كان الغنى شيئا
أعني..
إن لم تغِب..
لن يلاحظ أحدهم وجودك!
و إن كنت تتقبّل الإعتذار مقابل كل صفعة تتلقّاها على وجهك..
سيظل العالم يصفعك..
و لا تتوقّع أن يعتذر في المرّات القادمات..
توقّع.. أن يبصق على وجهك!

و بين أن تعلم، و أن لا تعلم..
يضيع ألف شعور ..
فقط، لأنّك لم تجرّب قط!
فقط لأنك خائف. من أن تعلم!
خائفٌ.. على نفسك، من نفسك.
تهاب الضوء كما لو انك شخصٌ ظلَّ طوال حياته يعيش في الظلام..

أنا عن نفسي.. لم أكن أعلم!
لم أعلم أني و باسم الشيء الذي كان علي أن أزيد به..
نقصت!
لم أعلم أني كنت أفقد..
فقط أفقد..
و أن البعض تركوا في حيواتنا الصغيرة..
فراغات كبيرة.
لن تمتليء بعدهم أبداً!


00:00 -

يوماً ما..
قبل ان يكون هناك شجر، قبل الحجر
و قبل ان تسيل المياه في قلوب الصحاري
قبل ان تولد المروج من رحم الوديان
و قبل ان تشرق على الأرض شمس
قبل الصباحات، قبل الأمهات.. قبل الموسيقى،
قبل ان يُعرف الجمال،
و قبل كل شيء..

كانت حبيبتي نائمة في صحيفة.
و كان القدر يبحث عن كلمة ليصفها بها،
فقال.. “جميلة”.

و من يومها.. اصبحت الأشياء التي تشبه حبيبتي و لو قليلاً توصف بأنها جميلة.


04:44 -

سترحلين..
و لن أُناديكِ لأنّي اخاف
اخاف عليك من صوتي..
من قلقي، و من ضعفي..
اخاف عليك من نقصي، من اكتمالي..
من جهلي..
من تساؤلاتي.. و من شكّي.

لن أُناديك
لن أودّعك،
و لن أطلب الغفران منك.
لن أقف مع عداد الأهل و الأصدقاء
أُلوّح..
كمُقعد يتمنّى الوقوف.
لن أكون كقبلة العاشق الهوائية التي انحرف بالريح مسارها و انجلت بين شفتي عذراء.
لن أصير رسالة الحب التي وصلت عن طريق الخطأ.. لوحيد.

لا، 
لن أُناديك..
و لن أدعوا الله أن يكون رحيلك ممتعاً،
سأتمنى لك البؤس دائماً،
و سألك بين الحين و الآخر..
كيف حالك يا جميلة، و أنت لست بداخلي؟
كيف كان سيكون الأمر لو أننا أغراب؟
ماذا كان سيحدث لو أنني لم ألتقيكِ أبداً؟!
مهلاً!!
كيف كان للمسافات ان تتمدّد بداخل الأنسان لهذه الدرجة؟!


00:00 - 

كشخص.. لم يكن يوماً ما كأي شخص آخر.
كشخص مختلف.

كمربّع يعيش في عالم دائري.
كدائرة تعيشُ في عالم الزوايا..

كعلامة الاستفهام التي نبتت في آخر السطر، من نقطة..
و جعلت من حقائقنا المطلقة.. أسئلة.
ننبش بها جثث أفكارنا المشوّهة..
و التي دفنّاها قبل أن تموت،
التي تخلَّصنا منها قبل أن تصير عبئاً علينا.
خوفاً من أن تكبُر بداخل أدمغتنا. و تكتمل. ثم ان يأتي عليها يوم و تظن.. أنها "سليمة". و أن على الأفكار الأخرى أن تصير مثلها.

كنت أخاف،
أن تطلق فكرتي المتطرّفة العنان لنفسها، و ترتجل..
أن لا تدع مجالاً للتفكير في الأمر، أن تحتقر كل الأفكار الأخرى.. فقط لأنها.. "مُختلفة" بصورة أو بأخرى.
ان لا تتمكّن من التعايش. و تسأم!
أخاف أن ينحرف بها الطريق حدّ الدوران.
في حلقة مفرَّغة.. محورها الرحيل. كل مساراتها.. الهلاك. الموت.
حتى و لو اضطُرّ الأمر بها لارتداء حزام ناسف.
تدمّر به محراب أفكاري المقدّس. كنوعٍ من رد الاعتبار مثلاً..


12:34 -

يوماً ما..
كان الخير و الشر رفاق.
و كان الخير يواري عن الشر أخطائه..
يبرّرها له، و يتماشى معها..
حتى ظنّ الشر يوماً انه على حق.
تكبّر.. و تغطرس.
لم يدع للخير مجالاً لأن يبقى..
تخاصم الرفاق،
وعد كل منهم الآخر بركل مؤخرته
و من يومها.. حلّت لعنة القدر عليهم
بأن يكونوا أعداء للأبد
و قلب الإنسان ...
"ساحة المعركة".


04:00 -

كنت أريدك ان تنشغلي بنفسك و لا تحاولي التفكير.. حتى فرصة التفكير في كيف سيكون حالي. كانت لتكون ممنوعة عليك و محرمة. لكنّك بالطبع تسائلت.. أعلم! ضايقك الفضول.. كيف ظننت انني سأكون؟ هاه؟ سعيد؟ حزين؟ هل ظننت انني سأكون مع أخريات؟  هل ظننت انني آكل جيداً؟ هل ظننتني أنام؟ هل لا زلت تظنّينني أبيعُ الكلام؟ ماذا كان يدور في رأسك بالضبط؟ تظنينني أكتب.. بالتأكيد سأكتب. و سأظل اكتب.. اكتب لكي لا انفجر.
لا أريدك ان تقلقي، و لكن الحقيقة اني لم أنم منذ يومان. عيناي بدأت تصفر. و تخضر. و تحمر. لم أعد ارى جيداً. و أظنني بدأت ارى أشياء غير موجودة. و أشياء غير موجودة بدأت تراني. الوضع مخيف.. لكن ليس بقدر الخوف الذي أصابني آخر مرة حاولت فيها ان انام. أتاني طيفك على شكل كابوس. مع انك لم ترتبطي يوماً في راسي مع فكرة سيئة. المهم اني كلما حاولت النوم كان ذلك الشيء يأتيني، يوقضني بصورة بشعة و ملحة جداً. يقول: أتت.. و انت لست هناك لتجيب.. كعادتك!


05:00 -

يوماً ما..
كان العالم الكبير هذا نقطة.
ذرّة وحيدة!
تنادي في العدم..
تبحثُ لها عن رفقة..
اجتمعت الذرّات الوحيدة من أقاصي الكون
كوَّنت عالماً كبيراً و وحيداً هكذا.. 


07:07 -

“علينا ان نكتب..”
حقاً؟ ..
هل علينا حقاً ان نكتب؟
لمن؟ عن من؟ لماذا؟
كل شيء..
و اعني كل شيء حرفياً، لم يعد يبعث على الدهشة.
لم تعد دواخلك تتفجّر كما ينبغي لها..
و لم يعد صدرك يعمل كما في السابق،،
بات التنفس يصعُب عليك شيئاً فشيئاً..
لابد و انها السجائر..
أو ربما بقاؤك مطولاً في الحانات و المقاهي كان له يد في الامر،،
حسناً، لن نلقي اللوم على القهوة هذه المرة.

اظن ان علينا ان نلقي اللوم على الحروف،
نعم.. على الحروف.
فهي من كانت تخنقك.
الالم الذي تحمله.. يؤلمك.
و الشوق الذي بها.. يعنيك.
المسافات التي قطعتها.. تقع اسفل حنجرتك!
تسدّ طريق الهواء نحوك.. تخنقك!
الحروف هي من كانت تزيد حياتك سوءاً..
ليس للعالم شئن في الامر. 
صدّقني. انا اليوم ادركت ذلك.


09:00 -

الف فكرة سيئة قد تتبادر الى ذهنك. عندما تشعر بأنك مجرّد أداة لتمضية الوقت، أنك مجرّد وسيلة تسلية..
 وانهم لم يخصّصوا وقتاً لأجلك.. فأنت يا صديقي لأوقات الفراغ.
لساعات الملل..

الجمعة، 22 مايو 2015

من قال ان الاحلام لا تتحقّق؟

*محاولة انتحار فاشلة*


حسناً، اليوم سأكتب لكي لا انسى
سأكتب.. لكي اعيد للحياة لحظة ماتت،
انتهت..
و كأي لحظة اخرى.. كانت ستُنسى 
لذا سأكتب..
لاحفظ تلك الذكرى الجميلة من الزوال
و لكي.. أتذكر

اني كنت يومها على الحافة
و كل الاصوات بداخلي تنادي بالقفز
كل شيء كان سيئاً،
كل شيء يوحي بالنهاية..
والدي راهن على اني سأقفز،
اطفال الحي.. لم يندهشوا عندما سمعوا بالأمر
و امي كانت تبكي.. 

فجائت هي،
و في منتصف تلك الفوضى.. رتّبتني
كانت الجواب لكل اسألتي
كانت اليقين في زمان الشك
و كانت الامان ساعات الخوف
كانت الملاذ، و المُعتزل.
بلذّة الكتب و القهوة و السجائر.
بضرورة الكتابة.
كانت كالحقيقة، و الخيال.
حلمٌ عليه ان يتحقّق..
و كذبة يجب تصديقها.

هي من جذبني بعدما حاولت القفز،
هي من قرّرت منحي فرصة اخرى.. للتفكير
قالت:
"انا احبك.. هل ستقفز؟ 
هل سترحل؟"

"على هذه الارض ما يستحق الحياة"

كنت مشوّشاً .. لا أدري.

صفعتني مراراً.. لأستعيد وعيي
و لا أظنني استعدته،
للحظات.. ظننت اني ميت
و ان المخلوق الواقف امامي هذا
ليس بشراً، بالتاكيد ليس كذلك
البشر بالطبع ليسوا بذاك الجمال
لم أر في حياتي بشرية جميلة كهذه..

سألتها: هل انتَ ملك؟ ام "حور عين"؟ ام ماذا؟
هل هذه الجنة؟
هل توفّينا معاً؟

صفعتني مجدداً.. ثم قبّلتني.
عندها تشوّشت اكثر 
هل هي من البشر؟
القُبلة بشرية.. و الاحساس ملائكي.
الفتاة نصف بشر و نصف ملاك.

استعدت وعيي او ما تبقى منه.

ثم تسائلت : من بحق الجحيم قال ان الأحلام لا تتحقّق؟

- لم أقفز يومها، تراجعت..