الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

اشتاقك جدا ايها اللعين.

في ليلة الثلاثاء. وُجد احمد مستلقيا على قارعة الطريق. كورقة من اوراق الخريف المتساقطة. كالقمامة الملقاة على جانب الشارع. كان مفارقا للحياة. صعدت روحه للسماء. و لم يتبقى الا جسده البالي. اللذي رجع الى اصله. الى التراب اللذي خُلق منه. و في لحظة دفنه همس صديقه خالد في اُذنه "يا رفيق. لا تتأخر علي. اود التحدث اليك بشدة. اني اشتاقك جدا ايها اللعين". قالها و عينه منهمرة بالدمعات. قالها و قلبه يتقطع الما. متألم من فراق صديقه. صديقه اللذي لطالما كان معه. في سعده و حزنه. في صبحه و مسائه. لم يفرقهما الا النوم. و كانا يجتمعان في النوم احيانا. يحلمان ببعضهما البعض.

و في احد الايام خرج خالد من الحانة. ارجوا الا تشككوا في نزاهته فقد كان يشرب فقط. خرج من الحانة المكتضة برجال الشرطة الفاسدين. و الشعراء. و العاهرات. و الشيوعيين. خرج و كان قد افرط في الشرب. خالد رجل التناقضات. صديق المسجد و زجاجات الخمر و النساء. خرج خالد من الحانة و في جيبه سبع سجائر. و ثلاث قبلات. و قصيدة مشققة. و حبيبة.  خرج من الحانة و توجه الى المقبرة. كانت بعيدة جدا. و لكنه وصل بسرعة. تفقد قبر صديقه. و جلس عنده. ازال بقايا القمامة من على سطح القبر و بكى. ثم قال "احمد .. احمد .. هذا انا صديقك .. خالد". اني اشتاقك جدا ايها اللعين. اشتاق لنكاتك القذرة. اشتاق لضحتك العاهرة *مقلدا لها ههههاي*. كان يضحك و الدموع على خده. اشتاق للحديث معك. سخريتك من حكومتنا و مسؤوليها. اشتاق لآرائك المتضاربة عن كرة القدم. اشتاق الى فلسفتك بشأن النظام الرأسمالي. هل تذكر صديقتي السابقة سلمى؟ كم كانت عاهرة و جميلة و بنت كلب! ههههه. انا اشتاقك اليك يا رجل. اقسم اني افعل. صمت خالد قليلا. اخرج سجارة من جيبه ثم اشعلها. كان يبكي ووجه مبتسم. اخرج هاتفه الذكي و بدأ يغني معه. و قال "احمد .. اسمع اسمع .. انها اغنيتك المفضلة". فجأة سمع خالد صوت احمد يهمس في اذنه "كان يردد كلمات الاغنية". فقال خالد "يا صديق. كم تتقاضى العاهرة في اليوم؟". فرد احمد "في ظل هذه الظروف الاقتصادية السيئة .. ستمائة جنيه تقريبا". فضحك خالد و قال " وما ادراك؟ هل جربت ان تكون عاهرة في يوم ما؟" ههههههه. رد احمد "خالد .. ههههه . انا اشتاقك ايضا يا رفيق". فأجهش خالد بالبكاء. و كان صوت احمد يتخافت رويدا رويدا. "اشتاقك ايها اللعين".   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق