الاثنين، 14 أكتوبر 2013

صباح العيد و ليلته. :)

استيقظ خالد اليوم. و على غير العادة. في منزله. كانت غرفته مظلمة جداً. يهمس الى نفسه. و يحاول اقناعها بأن الاشباح تنظر اليه. و انها مخيفة جدا. يتكلم بتمعن عن الانتحار. و كيف انه جُبنٌ شجاع. قال لنفسه صباح الخير. فردّت لا صباح خير في هذا العالم سوى للاموات. لان كل صباح يقدمهم للعذاب او النعيم خطوة. هذا يبدو منطقياً اكثر. كان خالد وحيدا جدا. حياته مليئة بالبؤس اللذيذ. اللذي يدفعه للهطرقات و الكتابة و الحب بلا حبيبة. صمت قليلا ثم قال .. "أظن انني لم أعد أعجب أحداً في الآونة الأخيرة. هذا مثير و مفصلي. و يدفعني للبكاء. ثم الضحك بهستيريه. ههههه! انا وحيد و هذا جميل و مؤلم!" و بعد زمن طويل قرر خالد ان يفتح النافذة ليستمتع بجو الصباح. و يعود لروتينه القاتل. فتح النافذة و  رأى الاطفال على مدى نظره يلعبون و يتراقصون و يتجادلون. اندهش! هرع الى هاتفه الذكي. وجد رسالة من اخيه "اهلاَ خالد .. كل عام و انت بخير .. ننتظرك اليوم لتحتفل معنا بعيد الاضحى المبارك". احسّ خالد بالفرحة. ذالك الشعور اللذي انطمس من حياته لفترة. فترة طويلة جدا. فرِح لدرجة انه تخلى عن عادته المقدسة. و استمع الى "بريدك زي صباح العيد". وتذكر محبوبته فكتب. كتب "سأقوم بحمل جثتي. لألقي بها في الجحيم. جحيم الأحرف و الكتابة و شرارة المجاز. سأحترق كورقة تنكمش. ثم سأخلق نفسي واعود لأكتب من جديد. سأكتب. أعدني بذلك. سأكتب بشكل مؤثر.  سأشعر بالقلق و الخزي. و أنا أكتب. لكن سأفعل .. لاني احبك". احس بالملل من الكتابة. هرع الى خزانته. لبس قميصة الازرق. كل شي يبدو اجمل بذاك اللون. رشّ القليل من العطر المغري. و حمّل غطرسته و تكبره في عقله. وضع سجائرة و قصيدته المشققة و حبيبته في جيبة. كان عقله فوضويا بطريقة مرتبة جدا. كان يفكر في الجحيم و هو في الطريق الى عائلته. وصل. كان خائفا جدا .. قال "السلام عليكم". العائلة كلها مندهشة! هل هذا خالد؟ اين كنت يا رجل؟ ... ياااه لقد اشتقناك جداً .. و عليك السلام. تفضل .. جلس خالد مع عائلته يتحادثون عن حياته و يتلقى الاطرائات. كان يكره هذا جدا. طالما احب خالد الانتقاد. لان الانتقاد يشعره بانه بشر! ليس الها. اراد خالد احدا يتحدث معه عن النظام الرأسمالي. و الزنادقة و تجار الدين و الحب و الآلهة. لا امورا عائلية مملة لا فائدة منها. تخلص خالد منهم. شارك في الاضحية و تقطيع اللحم و ما الى ذلك. أُعجِب بالامر كثيرا. الدم و النحر و اللحم النئ.  عاوده شعور الوحشية. انسان الغاب. و اصول البشر. تذوق خالد في ذلك اليوم اول طعام صنعه بنفسه منذ مدة طويلة. ففرح. تناول القليل من جنون عقله بعدها ففرح مجددا. كان شعور خالد كله فرحا. اخيرا وجد نفسه. قابل اهله. خرج من عزلته. وجد اصدقاء جدد. يتصنع معهم الغباء ليسعد. ثم قال ياااااه هذه الحياة ليست قاسية كما اظن. عموما هذا العيد فرحة. كم هو جميل هذا العيد . خرج مع عائلته في المساء. و بينما هم جالسون. مرت بالقرب منهم فتاة جميلة جدا. فقال بصوت مرتفع. "إنتِ معصية تسير بكعب عالٍ. انتِ موبقة. بخلال يشبه طوق زُحل. انتِ جهنم. و عيناك أبالسة". فنظروا اليه بغرابة. ما بك يا رجل؟ .. قال "انا اسف .. اسف جداً". دعوه للصلاة فقال لن اذهب. انا ملحد. سألوه لماذا؟. فحكى انه خرج من الحانة في يوم من الايام. كان يريد ان يقابل مسيحيا ليسأله عن لذة الاعتراف امام البابا. فقرر ان يذهب الى المسجد ليعترف. عندها قابله الامام و كفّره. فصلى ركعتين و دعى "يارب .. قاتل المنفرين عن دينك .. يا رب اني اسألك مكانا شاسعا في الجحيم للزنادقة .. امين" ثم الحد. سألوه عن شعوره. قال "أشعر برغبة في الموت، و أن أعود لاحقاً كجزء من موسيقى لاتنتهي . لم يبقى لدي شيء لكي اخسره .. لو قلت لي هيا بنا إلى الجحيم ستجدني هناك قبلك". شعروا بالغرابة. و لكن خالد كان مستمتعا جدا. كأنما كان يشرب النبيذ بكلماته و يسكرون هم. احس بالعظمة. قال في سره "ياااه المجد لي انا كادح .. أأأأ أقصد رائع!" لطالما كان الانسان جيدا. لكن "الناس" سيئون جدا. انا اعني ما اقول. لا تسأل الملاعين لم هل ملاعين. هم فقط ملاعين و انتهى.

عموما كان العيد جميلا بالنسبة لخالد. بعيدا عن الخمر و العاهرات و الفساد. و مدهشا جدا لعائلته ..  

هناك تعليق واحد: