أختبئ من الفراق. ففارقت نفسي وفارقت العالم.
وفارقني التوبيخ . أنا عائم في مهزله. اصبح الهم كله
العزلة. لكن العالم لا يتفهّم. اعقاب السجائر و بقايا المخدرات تملأ المكان. انا ميت تقريبا وﻻ داع للنجاة طالما لم أمت كليا. يجب ان اتحول
لأغنية. لذكرى عابرة. لعطر مثير. كي ابقى للأبد. فكرة الخلود تراودني. فربما. يشبه
الخلود ان تُطعِم قلبك لمسات طفولة كل حين. و تعود لتزرع الحب في ارجاء الارض. انا
بداخل كونٍ الآن. و اكوان بداخلي تتصادم. أحس بالبؤس اللذيذ. انا هنا لأبدأ بمجد
الكتابة الجديد. مع اني موقن بأني الأسوأ على الاطلاق. عموماً انا مدمن. و في كل
يوم اتعاطى فيه أحسُّ بالمجد. ارحل لعالمي الموازي. حيث انا الملك هناك. و الكل
رعية. انا قائد الاسطول الوردي. انا العظيم أحمد. استيقظ من استيقاظي. لاعيش في
عالم ملئ بالحسناوات و اصدقائي المشاهير. احيانا اكون "سوبرمان" و احيانا
اخرى "عُصفور". اتجول كذكرى جميلة في ارجاء العالم. و اعود للواقع لأحدث
اصدقائي عن رحلتي. في كل يوم انتشي أُخبرهم اني اكرههم جدا. و أكره رجال الدين
المرتشين. و أكره الاغنياء البرجوازيين. و اكره افكاري. و أكره
كرة القدم. و اكره نفسي بين حين و آخر. انا فاسد. و لطالما كنت محتجزا في قنينة
عطر اوشكت على الانتهاء. اتعاطى العسل و اعود لمنزلي فلا اجده هناك. أتسائل
"اين ذهب المنزل؟". بل "اين ذهبت انا؟ .. لم يجب ان يكون المنزل
هناك و ليس هنا؟ .. اين المنزل؟". فأركن عربتي على قارعة الطريق لأنام فيها.
و أُردّد "الصباح رباح يا رجل .. الصباح رباح". عاد المنزل في طلات
الصباح. فأتسلل. أجد امي بأنتظاري. و قد اجهدها السهر. و ضربها الشك بسيطانه.
"اين كنت يا احمد؟". أخبرها "عند صديق يا امي. لا تقلقي.".
فترد"ياا احمد ..". أُقاطعها "كلهم فاسدون و ابنك صالح يا
امي.". تصدق. لأنها تثق بي.! الم اخبركم اني فاسد. و كل يوم ازاول. اصدقاء
السوء. و المخدرات. و قنينات الخمر. و النساء. اصبحت معصية تمشي برجلين. مكتظ
بالعقوبات. و السموم تسري في عروقي. صنعت عالم من الاحلام فأرتطم بي واقع وقلم.
حلمت بالظل و الظلال و انا بلا ظل. انا عدم. انا غير موجود اصلاً. انا اسف. لا
اريد ان اصبح الامبراطور. لا اريد ان اتحّكم او اتغلب على احد. اريد ان اعيش بسلام
فقط. اريد ان اعيش بين سعاداتكم لا اموت على تعاستكم. انتم مجتمعي. انقذوني. انا
اعيش في عالم به الملايين من التعساء البائسين. اللذين ازدرتهم طبقات اعلى منهم.
استعبدوهم. و هم افسد منهم. اصبحت السموم تسري في ارواح الرجال. لبؤسهم. انا أكره
الديكتاتوريين اللذين يملكون السلطة و القوة و المال. و يعتبرون ان الرجال آلات.
يقتلون و يحرقون بهم. يبيدون الالاف و هم نائمون في منازلهم. و ارصدة البنوك في
ازدياد. وبرجوازية الحياة ترتفع. تبا لكم. انتم من جعلتوني انتشي. اهرب من الواقع.
انتم سبب ادماني تباً لكم. و بأسمم الديمقراطية انا العنُكم. باي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق