الجمعة، 6 ديسمبر 2013

في نهاية هذا العام.

في نهاية هذا العام يا "انا" :

سنحتفل .. لأنها رحلت، و بقينا "انا و انت". نتقاسم اللوز و نشتُم الرأسمالية، نُطلِق نكاتنا السمجة، تضحك فينا، تُلاشينا، تنتشلنا من عناء هذه الحياة!*

سنحتفل .. لأن أُمي لا زالت على قيد الحياة. امي التي قالت "أُحبُّك .. ربما لا أُدرك معك السنة مجدداً" .. سأركض الآن لأُخبرها ان ديسمبر عاد!*

سنحتفل .. لان الإيمان لا زاد يتجدد فينا، و في كل يوم : نزداد إندهاشاً .. بقدرة الله و اعجازه في تسييرنا، في خلقنا، في عدله.

سنحتفل ..  لأنّي لا زلت اعزباً، أُطارد .. و اضحك. كما يضحك موسوليني تماماً، انا بشع. لذا سنحتفل!

سنحتفل .. لانّا هذه المرة، لم نتعذّب كثيراً، لم نُغير ارقام هواتفنا، لم نستعد عطراً ولا كلمة!

سنحتفل .. و على ضفاف النيل سنتسامر. سنحتسي القهوة، و نتذكّر .. و سنضحك بشدّة.


سنحتفل .. و نُنشِدُ أغانينا، نرقُص، نحتسي النبيذ، و نسكر! ثمَّ نتذكّر ..
ام كلثومٍ تصرُخ :
"و من الشوق رسول بيننا
ونديمٌ قدم الكأس لنا.
هل رأى الحُب سكارى مثلنا؟
كم بيننا من خيالٍ حولنا؟"
يا الله!  


في نهاية هذا العام يا "انا" :

سأحكي لك عن رائحة الخبز، عن أُمّي، عن الياسمين .. عن الحُب .. عن الله. ثم سأقُص عليك قصة إدماني، نعم! تلك التي أقُصُّها عليك كل يوم. سأخبرك أسراري .. و سنبكي ..

سنسترُق السمع .. و سنُنصِت للكادحين، و لكبار السن، و الشعراء، و العُشّاق، و الحيارى، و الملحدين.

سأختلي بك خلوة شرعية، نتحدّث فيها عن أمورٍ مُحرّمة، سأكون وقحاً جداً، و ستتواقح اكثر .. يعجبني تناقُضك يا انا، في الصباح كراهِبة و في الليل كعَاهرة.*

سأنتحر .. و ستجدون بقُربي ورقة، كُتِب عليها "ها انا .. اتهالكُ، كشيءٍ عظيم سقطت أجزائُه فجأة. ها انا اسقُط .. كآخر قطرة مطر .. ها انا اموت".













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق