الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

لقاء في سقف المقهى.

هل جربت ان تنفجر؟ أعني.. من الداخل. هل جربت ان تعيش كمختلف في مكان يملؤه المتشابهون؟ هل شعرت يوماً بالسعادة تسري في عروقك؟ هل قضيت وقتاً طويلاً تبحث عن اشياء تتحدّث فيها مع نفسك؟.. مع انك كلما وقفت أمامها كُنت ضعيفاً جداً، كُنت هشّاً، و تظهر عليك ملامح التوتّر و القلق.. أنت الذي تستحي منها، مع أنك كُنت وقحاً مع الجميع، و أنت الذي تغزّلت بها بألف طريقة و طريقة.. كُنت يومها لا تدري عن ما تتحدّث، كُنت مملّاً جداً، كُنت عادياً جداً، كُنت تصمُت في منتصف الحديث، كتائِه في صحراء، في كتاب، أو في كون.. مع انك مع غيرها كُنت منطقياً جداً. في حديثك، و في صمتك، في هُرائك و أفكارك، في قصائدك و ارتجالك. انت الذي لم يرتبك يوماً، و لم ينكسر.
ثم حدثٌ شيئٌ ما جعل موسيقانا المُفضّلة تعمل..
هل هو الحظ؟ أم أن لله يداً في الأمر؟ عموماً.. في تلك اللحظة شعرنا أن الارض انقلبت بنا، كأننا نجلس على سقف المقهى، و قلوبنا تتطاير، مع القهوة، و بقايا البسكويت، و أطراف شعرها الذهبية التي بدأت تلمع مع ضوء الشمس، أو ضوء المكان.. لا أذكُر تحديداً. لم أكُن مهتمّاً بالتفاصيل، أو بالأحرى كُنت أستمتع بمشاهدة الكلام يُخرج من فمها.. و هي تضحك، و أنا.. لم أكُن أنا.. أنا.. و من المخيف أن لا تجد كلمة تصف فيها شعورك في لحظة معيّنة.
و دهشُة المنظر في عينيّ.. كطفل في السبعينيّات يرى تلفازاً يعرِضُ رسومات متحرّكة. يندهش.. تتحرّك حواسه، و ينفصل جسده عن روحه، تتّسع عيناه.. و يتنّفس بسرعة.. و أنا صدري بدأ يئنّ من أعقاب السجائر.
توقّفت الأغنية.. هدأنا قليلاً.. و قررّت الجميلة الذهاب، و في طريقنا الى الخارج قررنا أن نذهب  "جميعاً".. الى مكان ما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق