الجمعة، 17 أكتوبر 2014

ستنفجر..

ستنفجر!! 
جراء تراكم الكثير من الأشياء التي لطالما كُنت محتفظاً بها لنفسك، الكثير من الأشياء التي لا زالت عالقة.. بداخلك، الكثير من الأشياء الصغيرة التي تراكمت عبر فترات زمنية طويلة، كُنَّا فيها مخدوعين.. فنحنُ منذ الصغر يا صديقي كذلك، أخبرونا عن الصدق.. كبرنا و اكتشفنا انك كلما كنت صادقاً مع الآخرين كلما كنت منبوذاً اكثر. أخبرونا عن الاحترام.. و لم يخبرونا انه شيء "يُكتسب"، فنحنُ لسنا بطبيعة الحال ملزمين بأن نحترم من لا يحترمنا حتى و لو كان يكبرنا عمراً.
أنا عن نفسي.. نشأتُ في مجتمع يُحرّم الموسيقى و يحاربها، مجتمع يقمع المرأة و يُحد من قدراتها، مجتمع يقاتل كل انواع التفكّر بعقلانية. مجتمع مكبوت.. لدرجة تدفعك للجنون، و الخروج للتجول في طرقات المدينة عارياً.
ثم يأتي الوطن.. و قانونه الذي لا يسري الا على الضعفاء، غلاءُ المعيشة.. و البُسطاء الذين لم يجدوا شيئاً ليأكلوه اليوم، الأطفال في الهوامش.. مشرّدين.. بسبب الحرب و الجوع و القحط، و فسادُ الرجال الذين يمشون بيننا في الطرقات يدّعون الشرف.
و المجتمع.. الجميع.. الذين يتوقَّعون شيئاً منك، نجاحك، تفوّقك، الأشخاص الذين يتوقَّعون انبهاراً منك، والداك.. من لهم حقٌ عليك.
عقلُك.. أساس المشكلة.. هل سنتفق على ان مشكلة الانسان الاولى هي المعرفة؟.. فالجُهلاء في نعيم، فارغين.. من كل الأشياء التي فاضت بك، من كل الأفكار التي أرّقت عيناك لأسابيع.. من كل الكتب التي كنت تتلهّف لقرائتها.
و فشلك المتكرّر في محاولة التقرّب من الأشخاص الذين تحبّهم، صدودهم.. و كبريائك.
لنأتي في نهاية الحديث لنسأل.. هل من الطبيعي ان تكون طبيعياً تحت كل هذه الظروف؟ ألن تنفجر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق