الخميس، 30 أكتوبر 2014

محاولة لنسيان ما حدث.

الى متى سنكتب للذين رحلوا؟ لمَ لا نكتب للحاضرين؟ لمَ نحن دائماً مكتئبين و منطويّين؟
نحن دائماً هناك.. داخل قوقعاتنا، مختبئين و خائفين. لم نستشعر الجمال يوماً.. و لم نتفائل. نحنُ الذين كلما اعطينا العالم فرصة اخرى.. عاقبنا. نحنُ الذين كلما اتّخذنا الصفح و الغفران.. ازدادت احوالنا سوءاً اكثر.
في البداية سيكون الأمر ممتعاً، سيكون من الجيّد ان تكبر. ثم ستكتشف انك كبرت.. و صغُرت في عينيك اكثر. انك كبرت.. و تركت أحلامك صغيرة، لم تكبر معك.
عندها ستكتئب.. ستنظر الى المرآة و لن تراك، سترى بقايا إنسان، كان و لن يعود، ستتحسّر على نفسك القديمة، و ستبدوا الحياة سيئةً جداً. ستشعر بالوحدة، و القلق، و ستعاني جنون الارتياب.
ستنفجر.. و ستجمعُ اشلائك و ترحل، الى اقرب حانة. في محاولة لنسيان الألم.
لتجد نفسك بعدها مستلقياً في مكان ما، و رائحة الشراب تفوح منك.. تراسلُها.. لأنها كانت الوحيدة التي اثق بأني أعني لها شيئاً ما، الوحيدة التي لم تكن تملي عليّ ما يجب فعله، الوحيدة التي تشاركني وحدتي، رغماً عن وجود الكثيرين من حولي. إلا أنني كنت اشعر بأني وحيدٌ جداً في حضورهم. و غيابها. و لا احد يظن ان شيئاً بيننا، لا ادري.. هل من خجلها ام هي رهبةُ المواجهات.
عموماً.. كان الأمر ملائكياً جداً، فما كان علينا سوى أن نتبادل النظرات، و نتحدّث.. بلغة العيون، و نوفّر الكلمات للمساء. حين يحين الموعد.. من كل يوم، و كأننا كنّا نخصّص مشاعرنا لتعمل لساعات معينة.. ثم تظل خامدة بقية اليوم. مشاعرنا التي بدأت تتحجّر، جرّاء كبتها لمدة طويلة .
مع أني لم اخبرها أني أُحبها قط، لسبب لا يعلمه الا الله.. لا أدري! فالكلمات كهذه يجب ان تضرب كالبرق.. هكذا فجأة.. دون مقدمات، او أسباب، أو تعقيدات كثيرة. كلمات كهذه يجب ان تُطلق كإطلاق النار، بعد لحظة صمت، و التصاق في الأرواح، بعد ابتسامة مُحبة، و قبلة على الجبين.
ليسقط بعدها الطرفان.. كلاهما في حضن الآخر.
لا شعورياً.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق