الأحد، 2 نوفمبر 2014

حمقى.

ذات يوم، قرأتُ نصّاً لدستويفسكي يقول فيه.. "ما من شيء امتعُ للإنسان، من ان يعيش في صُحبة الحمقى".
وقتها.. لم تكُن تلك الجملة بالمعنى العميق الذي سيتبادر الى ذهنك من اول مرّة، كانت مجرّد جملة في الهامش، لم اعلم انني في عالم يملؤه الحمقى. حمقى هُنَا، و حمقى هُناك، الحمقى في كل مكان.
هُناك حمقى يظنُّون ان الله خلقنا لنكون على أهوائهم، فيحاولون التحكم بنا، تسييرنا على حسب أهوائهم،  و انتقاد تصرّفاتنا.
هؤلاء الحمقى لا يقدسّون أخطائنا، لا يثقون بعقولنا، لا يعلمون ان علينا ان نسقط أولاً لنقف معتدلين.. علينا ان نُخطيء لنتعلّم.
و هناك حمقى يظنون نقص عقلهم من الله، و كأن الله أصغرُ منهم، و كأن الله مجرّد فكرة.. نشأت في عقولهم المتعفّنة. و القابعة أسفل مؤخراتهم.
و آخرون يحاولون تفسير أشياء اكبر منهم، يجادلون و يناقشون و يُهطرقون. و في أول سؤال عن الحقيقة و الغاية.. هربوا.. و لم يبقَ منهم أحداً.  
الله أكبر من هذا كله.. الله اكبر من يُحتكر في لحية، أو في ثوبٍ قصير، الله اكبر من يُتاجر به في المنابر و الساحات، الله اكبر من ان يكون سبباً لخداع الضعفاء و المهمّشين. الله اكبر مما يقولون و يفعلون.
حمقى جداً.. حمقى هم الأشخاص الذين يحسبون ان قيَمنا بالأشياء التي نمتلكها، من يهتمون كثيراً بمظاهرنا و أشكالنا، من يصنّفوننا حسب اموالنا، مناصبنا، او مراكزنا.. في هذا العالم الذي لا يعني شيئاً من الأساس، كل الأشياء التي من حولنا لا تعني شيئاً أبداً، ما لم نرتبط بها نحن، ما لم نقدّسها و نعتبرها غاية.
بحقّكم!! نحنُ اكبر من نتعامل بهذه الطريقة السخيفة.
و هناك حمقى.. يؤمنون بما يجهلون، لا يعلمون من هم.. و لمَ هم هُنَا.. لمَ يعبدون ما يعبدون.. و ما الغاية من خلقهم، يسيرون في طريق مظلم، و يكبحون كل محاولة منك لإنارة طريقهم.. سيُقاتلوك، و ينبُذوك و يُكفِّروك. و ستضحك.. ههههههههه على حماقتهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق