الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

الصدفة.

تباً للصدفة، نعم للصدفة، الصدفة التي كانت سبباً في كل هذا. الصدفة التي جعلت مني أنا البشري المميّز بين مئة مليار آخرين. الصدفة التي جعلتني انشأ في بيئة معيّنة.. بين أشخاص معيّنين، الصدفة التي أوجدت كل المشاكل و الصعوبات و الظروف التي جعلتني أنا أنا.
الصدفة التي كانت سبباً في كل شيء، الصدفة التي جعلت العالم ضيّقاً لدرجة أن اراك كل يوم.
الصدفة التي كانت سبباً في اقترابنا، و ابتعادنا، في ودّنا، و في كرهنا، في شفافيتنا، و في مزاجيّتي.
فالصدفة.. هي من جعلتك تحب هذا، و تكره ذاك، تتحاشى أحدهم، و تتمنّى الآخر. الصدفة هي من جعلت هذا خجول، و ذاك وقحٌ أرعن. هي من جعلت هذا يتحدّث معك، و ذاك يُعرض عنك، هي من فرضت عليك التواجد في مكان معين، ضمن دائرة بشرية معينة، لتتعرّض لظروف معينة. تجعل منك شخص مختلف، شخص أفضل، شخص أسوأ، اكبر، و اصغر، مكتئب او حتى سعيد.
تباً للصدفة التي جعلتني ضئيلاً كما تراني، و جعلتك هشّاً كما أشعر بك، تباً للصدفة التي جعلت لقلبي أقداماً يركض بها نحوك في كل يوم خطوة، الصدفة التي جعلت لقلبك مذاق فاكهة صيفية، و رائحة الياسمين. الصدفة التي أتت بك كما انت، كما كنت أُريدك تماماً.
تباً للصدفة التي جعلتك تتبادر في ذهني كأُغنية قديمة، كلحن شرقيّ. و كإحدى قصص أمي.

الامر برمته صدفة، و لولا شيء حدث يوماً ما، لسبب ما، لما حدث هذا كله، لما تكررت كل هذه الصدف، كلنا كنّا نعيش بنفس الفرص، و لكن الصدفة هي من كانت تحدد كل شيء.
ألا يبدوا لك الامر مجرّد صدفة؟ ألا تُعتبر قرائتك لنصّي هذا صدفة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق