الاثنين، 16 مارس 2015

انا كنت أكتب، انت ماذا تفعل؟

-
مرحباً،
أيها العقل السجين، أيتها الموهبة المدفونة، أنا أعني الذين لم يجدوا شيئاً ليفعلوه بعد. الحائرين.. بين الطرق التي وجدوها أمامهم، و الطرق الوعرة التي حاولوا السير فيها بأنفسهم. بين أن تفعل كما يفعل الجميع.. أن تكون نسخة، رجل آلي يأكل.. ينام.. يتزّوج.. ينجب.. ثم ينجرف في تفاصيل الحياة المملة حتى يموت. كأيّ جيفة.
و بين أن تتبع صوتك الداخلي، ذاك الذي كان يخبرك ان تفعل شيئاً ما.. و كنت تفعله انت. مهما بدا ذاك الأمر جنونياً للآخرين. مهما ترائى مستحيل و غير ممكن الحصول.
صوتك الداخلي سيرشدك الى الطريق، ربما لن تجن الكثير من المال، و ربما لن تكون قادراً حتى إعالة نفسك، لكنك على الأقل ستفعل ما تحب لبقية حياتك. و ستشغل مكانك الطبيعي في منظومة الحياة، ستفعل ما خُلقت لأجله، ما خُلقت موهوباً فيه. بالفطرة، ستسد الفراغ المتكوّن لغيابك، و صدّقني.. ستُبدع في مجالك. و ستنتج أنواع، أشكال جديدة، و بالكتابة تحديداً.. ستبتكر نافذة.. و ستُخرج رأسك لتتنفّس قليلاً.. فتتفاجيء برؤية عالم، عالم كبير و جميل، يمكنك فيه أن تُصبح ما تُرِيد.. حاكم دولة؟ ممثل سينمائي؟ عارضة أزياء بسيقان نحيلة؟ حسناً، هل تريد أن تكون بطل حرب؟ لص؟ زنديق؟ 
هل تريد أن تكون رجل دين؟
كان يمكنك أن تصبح لعنة، قُبلة و عناق. 
حسناً، يمكنك أن تصبح فكرة، صورة، لحظة، ذكرى، و حتى عطر!
يمكنك أن تفعل أي شيء..
يمكن أن تبني دولة! دولة كاملة. بأشرافها و عبيدها، لتأتي و تُبيدها في نهاية النص و المشهد.
و يمكنك أن تشُقّ نهراً، فقط لأنك تخيّلت منظر زورق جميل، يحمل حبيبتك نحوك.. 
للزورق شراعٌ كبير.. و يتحرّك وفقاً لرياح أشواقك و نواياك.

و أنت خلف النافذة ضئيلٌ جداً، نحيلٌ و رئتاك مهترئة.
تدّخن و تشتم، تلعن الحظ و القدر و الوقت. و تكتب.. لتبتكر دهشة، و لتصنع أشكالاً جديدة للحياة، تكتب.. لأنك ترى العالم بصورة مختلفة، ربما أجمل. تكتب.. لتوقف الوقت، و لتأخذ لصوت من تحب صور فوتوغرافية.. بالكتابة!
عموماً.. هذا ما اخترته أنا. انا كنت اكتب، 
انت ماذا تفعل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق