الخميس، 2 أبريل 2015

رحل أبي.

رحل أبي منذ 30 عام.. قال.

اوه! هذا مؤسف.
هل توفّي؟ .. سألت.

ضحك،، ضحك بهستيرية.. 
و كنت أنا أنظر اليه بتعجّب، تعلو وجهي ابتسامة امتعاض، 
أتسآئل.. ما بال هذا الأحمق؟

تمالك نفسه، صمت قليلاً ثم قال:

الأمر ليس بذلك التعقيد، مع اني لا اجد في الموت أمراً معقداً. لكن،، عندما كنت في العاشرة، كنت أظن ان أبي لا يعلم بوجودي أصلاً. أبي رجلٌ جاف. أحد أولئك الذين لا يُظهرون اللين و الحب أبداً، دوماً.. يصرُخ، يتذمّر من كسلي، و دائماً ما يعاتبني على قلة اهتمامي.. مع انني و في احيان كثيرة، كنت اظنه لا يعرف اسمي.
لقد كان ابي يستعين بمفردات بذئية  ليُناديني.. أوتعلم؟ لم ينطق اسمي قط.

و يوماً ما، كنت في غرفتي استعد للنوم. تسلل ابي نحوي. و طلب مني إيقاظه في الخامسة صباحاً، كنت متحمّساً جداً، لدرجة اني لم استطع النوم يومها. لأنه لم يطلب مني شيء كهذا من قبل، 
ظللت طوال الليل اشاهد عقارب الساعة و هي تقترب من الخامسة.. كانت تسير ببطيء، و كاد النعاس يغلبني في أحيان كثيرة.. إلا اني انتصرت في كل مرة. لأجل ابي.
و عندما حل الوقت. قفزت من السرير.. ركضت نحو غرفته، اقتربت ببطيء.. ايقظته، و بهدوء.
ابي ابي.. !
نظر الي مبتسماً.. شعرت و كأنها أول مرة أراهُ فيها. كان ابي يبدوا جميلاً يومها.
لكن ما الفائدة!
لقد كانت حقائب سفره بالقرب من الباب،
رأيتُها في طريق العودة لغرفتي.
و لم أكُن أتخيّل!
أني سأستيقظ لأجد أبي قد رحل.. للأبد،
و لم.. حتّى.. يودّعني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق