السبت، 25 يوليو 2015

قصاصات.

11:11 -

كلنا نحبّ التملك، كلنا نحب ان يبقى احبابنا دائماً بقربنا،
ان يكونوا حكراً علينا.. لنا وحدنا.
ليس لأننا لا نثق بهم، أو بمشاعرهم تجاهنا.
نحن فقط..
نمارس الفطرة..
نحب امتلاك الاشياء الجميلة، لتكون لنا.. دون غيرنا،
“لنا.. وحدنا.”
و لأن فكرة وجودها دائماً بقربنا، هي فكرة مُطمئِنَة.
أصبحنا نعامل أحبابنا..
كالطائر المحتجز في قفص.
نخاف أن نطلقه.. فيرحل.
لذا كان يتعيّن علينا ان نبقيه محتجزاً هناك.
ناسين او متناسين الوحشة التي قد يشعر بها في الاحيان التي نكون فيها منشغلين عنه،
او في الاحيان التي يتوجب علينا ان نكون في مكان آخر. بعيدين عنه.
و غير مهتمين بما سيشعر به حينها.

قد يبدوا الطائر جميلاً بداخل القفص،
لكنه سيكون أجمل.. لو تركته يطير.
و لو وجد طائرك لديك
ما لن يجده في ايّ مكان آخر..
حتماً سيعود، حتماً سيفعل!


11:59 -

أعلم..
أن الشيء يُعرف بضدّه،
فلولا الخوف يا رفاق.. لما شعرنا بالأمان.
و لولا الفقر.. لما كان الغنى شيئا
أعني..
إن لم تغِب..
لن يلاحظ أحدهم وجودك!
و إن كنت تتقبّل الإعتذار مقابل كل صفعة تتلقّاها على وجهك..
سيظل العالم يصفعك..
و لا تتوقّع أن يعتذر في المرّات القادمات..
توقّع.. أن يبصق على وجهك!

و بين أن تعلم، و أن لا تعلم..
يضيع ألف شعور ..
فقط، لأنّك لم تجرّب قط!
فقط لأنك خائف. من أن تعلم!
خائفٌ.. على نفسك، من نفسك.
تهاب الضوء كما لو انك شخصٌ ظلَّ طوال حياته يعيش في الظلام..

أنا عن نفسي.. لم أكن أعلم!
لم أعلم أني و باسم الشيء الذي كان علي أن أزيد به..
نقصت!
لم أعلم أني كنت أفقد..
فقط أفقد..
و أن البعض تركوا في حيواتنا الصغيرة..
فراغات كبيرة.
لن تمتليء بعدهم أبداً!


00:00 -

يوماً ما..
قبل ان يكون هناك شجر، قبل الحجر
و قبل ان تسيل المياه في قلوب الصحاري
قبل ان تولد المروج من رحم الوديان
و قبل ان تشرق على الأرض شمس
قبل الصباحات، قبل الأمهات.. قبل الموسيقى،
قبل ان يُعرف الجمال،
و قبل كل شيء..

كانت حبيبتي نائمة في صحيفة.
و كان القدر يبحث عن كلمة ليصفها بها،
فقال.. “جميلة”.

و من يومها.. اصبحت الأشياء التي تشبه حبيبتي و لو قليلاً توصف بأنها جميلة.


04:44 -

سترحلين..
و لن أُناديكِ لأنّي اخاف
اخاف عليك من صوتي..
من قلقي، و من ضعفي..
اخاف عليك من نقصي، من اكتمالي..
من جهلي..
من تساؤلاتي.. و من شكّي.

لن أُناديك
لن أودّعك،
و لن أطلب الغفران منك.
لن أقف مع عداد الأهل و الأصدقاء
أُلوّح..
كمُقعد يتمنّى الوقوف.
لن أكون كقبلة العاشق الهوائية التي انحرف بالريح مسارها و انجلت بين شفتي عذراء.
لن أصير رسالة الحب التي وصلت عن طريق الخطأ.. لوحيد.

لا، 
لن أُناديك..
و لن أدعوا الله أن يكون رحيلك ممتعاً،
سأتمنى لك البؤس دائماً،
و سألك بين الحين و الآخر..
كيف حالك يا جميلة، و أنت لست بداخلي؟
كيف كان سيكون الأمر لو أننا أغراب؟
ماذا كان سيحدث لو أنني لم ألتقيكِ أبداً؟!
مهلاً!!
كيف كان للمسافات ان تتمدّد بداخل الأنسان لهذه الدرجة؟!


00:00 - 

كشخص.. لم يكن يوماً ما كأي شخص آخر.
كشخص مختلف.

كمربّع يعيش في عالم دائري.
كدائرة تعيشُ في عالم الزوايا..

كعلامة الاستفهام التي نبتت في آخر السطر، من نقطة..
و جعلت من حقائقنا المطلقة.. أسئلة.
ننبش بها جثث أفكارنا المشوّهة..
و التي دفنّاها قبل أن تموت،
التي تخلَّصنا منها قبل أن تصير عبئاً علينا.
خوفاً من أن تكبُر بداخل أدمغتنا. و تكتمل. ثم ان يأتي عليها يوم و تظن.. أنها "سليمة". و أن على الأفكار الأخرى أن تصير مثلها.

كنت أخاف،
أن تطلق فكرتي المتطرّفة العنان لنفسها، و ترتجل..
أن لا تدع مجالاً للتفكير في الأمر، أن تحتقر كل الأفكار الأخرى.. فقط لأنها.. "مُختلفة" بصورة أو بأخرى.
ان لا تتمكّن من التعايش. و تسأم!
أخاف أن ينحرف بها الطريق حدّ الدوران.
في حلقة مفرَّغة.. محورها الرحيل. كل مساراتها.. الهلاك. الموت.
حتى و لو اضطُرّ الأمر بها لارتداء حزام ناسف.
تدمّر به محراب أفكاري المقدّس. كنوعٍ من رد الاعتبار مثلاً..


12:34 -

يوماً ما..
كان الخير و الشر رفاق.
و كان الخير يواري عن الشر أخطائه..
يبرّرها له، و يتماشى معها..
حتى ظنّ الشر يوماً انه على حق.
تكبّر.. و تغطرس.
لم يدع للخير مجالاً لأن يبقى..
تخاصم الرفاق،
وعد كل منهم الآخر بركل مؤخرته
و من يومها.. حلّت لعنة القدر عليهم
بأن يكونوا أعداء للأبد
و قلب الإنسان ...
"ساحة المعركة".


04:00 -

كنت أريدك ان تنشغلي بنفسك و لا تحاولي التفكير.. حتى فرصة التفكير في كيف سيكون حالي. كانت لتكون ممنوعة عليك و محرمة. لكنّك بالطبع تسائلت.. أعلم! ضايقك الفضول.. كيف ظننت انني سأكون؟ هاه؟ سعيد؟ حزين؟ هل ظننت انني سأكون مع أخريات؟  هل ظننت انني آكل جيداً؟ هل ظننتني أنام؟ هل لا زلت تظنّينني أبيعُ الكلام؟ ماذا كان يدور في رأسك بالضبط؟ تظنينني أكتب.. بالتأكيد سأكتب. و سأظل اكتب.. اكتب لكي لا انفجر.
لا أريدك ان تقلقي، و لكن الحقيقة اني لم أنم منذ يومان. عيناي بدأت تصفر. و تخضر. و تحمر. لم أعد ارى جيداً. و أظنني بدأت ارى أشياء غير موجودة. و أشياء غير موجودة بدأت تراني. الوضع مخيف.. لكن ليس بقدر الخوف الذي أصابني آخر مرة حاولت فيها ان انام. أتاني طيفك على شكل كابوس. مع انك لم ترتبطي يوماً في راسي مع فكرة سيئة. المهم اني كلما حاولت النوم كان ذلك الشيء يأتيني، يوقضني بصورة بشعة و ملحة جداً. يقول: أتت.. و انت لست هناك لتجيب.. كعادتك!


05:00 -

يوماً ما..
كان العالم الكبير هذا نقطة.
ذرّة وحيدة!
تنادي في العدم..
تبحثُ لها عن رفقة..
اجتمعت الذرّات الوحيدة من أقاصي الكون
كوَّنت عالماً كبيراً و وحيداً هكذا.. 


07:07 -

“علينا ان نكتب..”
حقاً؟ ..
هل علينا حقاً ان نكتب؟
لمن؟ عن من؟ لماذا؟
كل شيء..
و اعني كل شيء حرفياً، لم يعد يبعث على الدهشة.
لم تعد دواخلك تتفجّر كما ينبغي لها..
و لم يعد صدرك يعمل كما في السابق،،
بات التنفس يصعُب عليك شيئاً فشيئاً..
لابد و انها السجائر..
أو ربما بقاؤك مطولاً في الحانات و المقاهي كان له يد في الامر،،
حسناً، لن نلقي اللوم على القهوة هذه المرة.

اظن ان علينا ان نلقي اللوم على الحروف،
نعم.. على الحروف.
فهي من كانت تخنقك.
الالم الذي تحمله.. يؤلمك.
و الشوق الذي بها.. يعنيك.
المسافات التي قطعتها.. تقع اسفل حنجرتك!
تسدّ طريق الهواء نحوك.. تخنقك!
الحروف هي من كانت تزيد حياتك سوءاً..
ليس للعالم شئن في الامر. 
صدّقني. انا اليوم ادركت ذلك.


09:00 -

الف فكرة سيئة قد تتبادر الى ذهنك. عندما تشعر بأنك مجرّد أداة لتمضية الوقت، أنك مجرّد وسيلة تسلية..
 وانهم لم يخصّصوا وقتاً لأجلك.. فأنت يا صديقي لأوقات الفراغ.
لساعات الملل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق